اكد الرئيس الايراني محمود احمدي نجاد ان لديه «ادلة« تفيد بان اي بلد لن يجرؤ على مهاجمة ايران مشيرا الى قدرته على اجراء «حسابات« وايمانه بتحقيق النصر بعون الله، بحسب تصريحات نقلتها الصحف الاصلاحية أمس الاثنين. وقال الرئيس الايراني في خطاب القاه يوم الاحد امام رؤساء الجامعات الايرانية ان «بعض الاشخاص في البلاد يمارسون ضغوطا علينا لنقدم
تنازلات حول هذه النقطة او تلك بتأكيدهم ان حربا ستقع في حال عدم رضوخنا«. ولم تستبعد الولايات المتحدة يوما الخيار العسكري في حال اصرار ايران على رفضها تعليق برنامجها النووي. ونقلت صحيفتا «كارغوزاران« و«اعتماد ميلي« عن الرئيس قوله ان محاوريه «لن يتجرأوا على شن حرب« وقدم «اثباتين« على ذلك. وقال الرئيس الذي حصل في 1997 على شهادة دكتوراه في هندسة النقل «انني مهندس ومتخصص في الارقام والحسابات«. واضاف «انني اضع جداول وحسابات طوال ساعات واستعين بالمنطق لاصل الى نتيجة. لا يمكنهم التسبب بمشاكل لايران«. وتابع ان «الدليل الثاني هو انني مؤمن بالله. والله يقول ان الذين يسيرون على الصراط المستقيم هم المنتصرون«. وتساءل «ما السبب الذي قد يدفعكم الى الاعتقاد بان الله لن يفي بوعوده«. واكد المرشد الاعلى للثورة الاسلامية في ايران آية الله علي خامنئي أمس ان ايران «لن تتراجع ابدا امام الترهيب« في الملف النووي وذلك في كلام له نقله التلفزيون الايراني الرسمي. وقال خامنئي في خطاب امام عدد من الطلاب في طهران ان «الامة الايرانية قاومت وستقاوم ولن تتراجع ابدا امام الترهيب في الملف النووي والقضايا الاخرى«. وهدد مجلس الامن بفرض عقوبات جديدة على ايران في حال تمسكت برفضها وقف تخصيب اليورانيوم. في حين اعتبر المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية محمد البرادعي في مقابلة مع مجلة المانية انه لا تزال امام ايران فرصة «قد تكون الاخيرة« لتسوية الخلاف حول ملفها النووي مع الاسرة الدولية، داعيا الى «تشجيعها« للاستفادة من هذه الفرصة. وقال البرادعي في مقابلة نشرتها مجلة «در شبيغل« الالمانية في عددها أمس انه «من المفترض ان يكون في وسعنا بحلول نوفمبر او ديسمبر على ابعد تقدير ان نكون قادرين على التحقق مما اذا كان الايرانيون يفون بوعودهم. واذا لم يفعلوا، فسوف تكون طهران قد فوتت فرصة مهمة قد تكون الاخيرة امامها«. ورأى ان الوقت حان «لتشجيع ايران على سلوك طريق جديد«. وقال ان ثمة بالطبع «عناصر ملموسة تدعو الى الاشتباه« بان نظام طهران يطور قنبلة نووية. وجاء كلامه ردا على سؤال من المجلة تطرق الى حق ايران بتخصيب اليورانيوم المعترف لها به بموجب معاهدة منع الانتشار. واضاف البرادعي «لذلك فانا من الرأي القائل ان ايران حرمت نفسها مؤقتا من حقها ولن تكون قادرة على استعادته الا بعد ان تتخذ اجراءات ثقة مع المجتمع الدولي«. وشدد البرادعي ايضا على «وجوب ان يكون هناك الى جانب العقوبات حوافز تشجيعية« لان «العقوبات وحدها لن تاتي باي حل دائم« بحسب رأيه. وسئل عن احتمال استخدام القوة ضد طهران فحذر من خطر حصول «انفجار« على صعيد المنطقة برمتها وقال ان «الانقسامات العميقة جدا القائمة حاليا بين العالم الاسلامي والغرب ستنفجر«. وقال انه في حال نشوب نزاع مفتوح مع ايران «قد يتم فعليا تدمير قسم كبير من المنشآت (النووية) الايرانية، غير ان خيارا كهذا سيؤدي الى اشتعال رهيب في المنطقة وسيعزز بالتاكيد موقف الداعين في طهران الى انتاج قنبلة نووية«. واعلنت ايران والوكالة الدولية في 21 اغسطس انهما اتفقتا على خطة عمل تجيب بموجبها ايران، وفق جدول زمني، على بعض الاسئلة العالقة في برنامجها النووي. واعتبرت الوكالة يوم الخميس في تقرير حصلت وكالة فرانس برس على نسخة منه ولم ينشر بعد ان هذا الاتفاق «خطوة كبيرة الى الامام«، لكن على طهران القيام بخطوات اضافية لتؤكد انها لا تسعى الى امتلاك سلاح نووي. واعتبرت الولايات المتحدة يوم الخميس ان هذا الاتفاق «لا يغير شيئا«، مشيرة الى ان «ايران ترفض منذ حوالي اربع سنوات الرد على اسئلة بسيطة جدا تطرحها عليها الوكالة الدولية للطاقة الذرية باسم المجتمع الدولي حول برنامجها« وستستمر في رفضها حتى بعد الاتفاق. ومن جانبه صرح وزير الخارجية الإسبانية ميجل آنخل موراتينوس أمس بأن امتلاك إيران للتكنولوجيا اللازمة لتصنيع قنبلة ذرية أمر يبعث على القلق، مطالبا بالتعجيل بدفع الحوار لتجنب قيامها بتطوير قنبلة نووية. وفي تصريحات أدلى بها للصحفيين قبل بدء اجتماع بروكسل الذي يتناول سياسة دول الجوار الأوروبية، أعرب موراتينوس عن قلقه إزاء إعلان نجاد أن بلاده تمكنت من تشغيل أكثر من ثلاثة ألاف جهاز طرد مركزي لتخصيب اليورانيوم. ويرى موراتينوس أن «هذا الوضع يلزم الاتحاد الأوروبي بتبني موقف حازم في مطالبته لإيران بالالتزام بوعودها مع منظمة الأمم المتحدة ومع الشرعية الدولية في المجال النووي«.