غادر الرئيس الأميركي جورج بوش العراق مساء الاثنين في ختام زيارة مفاجئة أعلن خلالها إمكانية خفض القوات بالعراق في المرحلة المقبلة, لكنه شدد على رفض الانسحاب الفوري.
وقبل مغادرته عقد بوش اجتماعا مع كبار القادة في قاعدة جوية في الصحراء حيث ألمح إلى إمكانية خفض القوات الأميركية في العراق, لكنه قال إن "أي خفض لن يجرى إلا من مركز قوة".
وقال الرئيس الأميركي للصحفيين المرافقين إن "قائد القوات الجنرال بتريوس والسفير كروكر يقولان إنه إذا استمر النجاح الذي نشهده الآن فسيكون من الممكن الحفاظ على نفس المستوى من الأمن باستخدام قوات أميركية أقل".
ورفض بوش الضغوط المتزايدة التي يمارسها الكونغرس لبدء سحب القوات فورا من العراق, وقال إنه عندما يبدأ خفض القوات سيكون ذلك "انطلاقا من مركز قوة ونجاح وليس من منطلق خوف وفشل", معتبرا أن القيام بغير ذلك سيزيد احتمال تعرض الولايات المتحدة للهجوم داخل أراضيها.
كما قال بوش الذي عقد محادثات أيضا مع زعماء عشائر محليين إن التغير الذي طرأ على الأنبار يعد نموذجا لما يمكن أن يحدث في العراق. وأضاف "قيل ذات يوم إن الأنبار خارج نطاق السيطرة وأصبحت الآن واحدة من أكثر الأماكن أمنا في العراق".
وقد حث بوش الحكومة العراقية على متابعة ما قال إنه تقدم على صعيد الأمن, وقال إن "النجاح العسكري يمهد الطريق أمام المصالحة السياسية والتقدم الاقتصادي الذي يحتاج إليه العراقيون لتغيير بلادهم".
كما عبر الرئيس الأميركي عن "خيبة الأمل" إزاء ما وصفه بتباطؤ العملية السياسية في العراق, لكنه أكد في الوقت نفسه دعمه لحكومة رئيس الوزراء نوري المالكي.
رافق بوش خلال الزيارة التي تعد الثالثة له منذ غزو العراق عام 2003 كل من وزيرة الخارجية كوندوليزا رايس ووزير الدفاع روبرت غيتس ومستشار الأمن القومي ستيفن هادلي.
من ناحية أخرى وصف جيف موريل المتحدث باسم وزارة الدفاع محادثات بوش في العراق بأنها "إلى حد بعيد اجتماع مجلس الحرب".
ووصف موريل زيارة بوش بأنها فرصة "لآخر لقاء كبير بين مستشاري الرئيس العسكريين والقادة العراقيين قبل أن يقرر الرئيس الإجراءات اللاحقة" التي ستتخذ بشأن العراق.
من جهته قال وزير الدفاع روبرت غيتس إن القادة ومسؤولي الحكومة الأميركية يدرسون بعناية الوضع الأمني الراهن ومتى يمكن أن يكون آمنا لخفض مستويات القوات.